قصة نجاح رجل الأعمال والعجوز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم أحبابنا الكرام في قصة نجاح جديدة نستخلص منها الدروس والعبر.
النجاح يحتاج إلى عمل وإجتهاد ومثابرة، ولاينحصر مفهوم النجاح في مجال معين،ولايمكن حتى ربطه في مجال العمل فقط، هناك العديد من المجالات التي يمكن للمرء تحقيق النجاح فيها، فالمرأة التي تربى أبنائها بحكمة وخبرة وتنشئ أطفالا وشبابا متعلمين قادرين على العمل والإنتاج، ولديهم أخلاق ومبادئ هي بالتأكيد حققت نجاحا عظيما، وهدفا رائعا في الحياة، وكذلك الرجل الذي يعين والده ويساعده في عمله ويخفف عنه متاعب الحياة، هو بالتأكيد يحقق هدفا وغاية عظيمة، وهكذا.
ولكن قصة موضوعنا لهذه الحلقة هو قصة جميلة ومليئة بالعبر والفوائد وتثير الحماس لرجل أعمال،
إستمتعوا معنا واسخلصو العبرة والفائدة، ولا تنسو أن تخبرونا ماذا استنتجتم في التعليقات.
كان هناك رجل أعمال يعاني من أزمات ومشكلات متتالية في عمله، حتى أصبح غارقا في الديون، لم يجد حلا لديونه ومشكلاته، ولم يتمكن من العثور على وسيلة للخروج منها بأي طريقة.
وذات يوم وهو جالس على كرسي في أحد الحدائق العامة، يفكر في الحالة التي وصل إليها بعد أن تمتع سنوات طويلة بالنجاح والثراء والقوة في مجاله، كان في قمة الحزن والهم، وكانت ألاف الأسئلة تدور في عقله.
فجأة ظهر رجل عجوز، إقترب منه وقال له :أرى أن ما يزعجك ويعكر ميزاجك بشدة، إلتفت رجل الأعمال إلى العجوز بإهتمام، وكأنه بحاجة إلى شخص يفضي له عن كل همومه ومشاكله، ثم بدأ يحكي له كل ما أصابه، فرد عليه العجوز قائلا: أعتقد أني بإمكاني مساعدتك، ثم سأل الرجل عن إسمه، فكتب له شيكا بإسمه وسلمه له وهو يقول :خذ هذا المبلغ من النقود وقابلني بعد عام كامل في نفس المكان، حتى تعيد لي المبلغ.
ترك العجوز الشيك لرجل الأعمال وانصرف في وسط دهشة وعدم قدرته على الرد، بقي رجل الأعمال مدهوشا لايدري مايفعل، وهو يقلب الشيك بين يديه، لقد كان الشيك يحتوي على مبلغ نصف مليون دولار وعليه توقيع جوندي روك رفاو وهو رجل أعمال أمريكي مشهور، كان أكثر رجال الأعمال ثراء في فترة عام 1839 إلى عام1930.
وقد جمع هذا الرجل ثروة من خلال عمله لسنوات طويلة في مجال إستخراج البترول، وقد إشتهر هذا الرجل بأعماله الخيرية، ومساعداته لكل المنظمات الخيرية العالمية التي تهدف إلى الخير للإنسانية، وقيل أنه أنفق خلال حياته مبلغ 550 مليون دولار أمريكي تقريبا في مشروعات خيرية.
أفاق الرجل من ذهوله ثم نهض في حماس قائلا : الأن أستطيع أن أحل كل مشاكلي، وأمحوا كل مايقلقني بهذه النقود، ثم فكر لوهلة، وقرر أن يسعى إلى حماية شركته وإنقادها من خطر الإفلاس، دون أن يلجأ إلى صرف هذا الشيك حيث أنه سوف يتخذه مصدرا أمان وقوة له وقت الحاجة.
إنطلق رجل الأعمال وسط تفاؤل وحماس، نحو شركته، وبدأ يعمل ليل نهار، ودخل في العديد من المفاوضات الناجحة مع الدائنين، حتى تمكن من إقناعهم من تأجيل موعد دفع الديون.
وإستطاع بالعمل المستمر والحيل الذكية، تحقيق عمليات بيع مربحة لصالح شركته، وخلال بضعة أشهر تمكن الرجل من تسديد كل ديونه، وعاد إلى تحقيق تلك الأرباح والمكاسب من جديد، وتغير موقف شركته تماما.
بعد مرور عام كامل، ذهب الرجل إلى نفس المكان الذي قابل فيه العجوز، وانتظره على نفس الكرسي مرات عديدة، لم يتمالك نفسه عندما رأى الرجل يقترب منه أعطاه الشيك الذي لم يصرفه أبدا، وبدأ يحكي له ماحدث معه من نجاحات عظيمة خلال هذا العام دون الحاجة إلى صرف هذا المبلغ، وفجأة رأى الرجل ممرضة تأتي باتجاهما مسرعة، وهي تقول موجهة حديثها إلى العجوز :الحمد لله أني وجدتك هنا، ثم أخذته من يده وقالت لرجل الأعمال :أرجوا أن لا يكون قد أزعجك، فإنه دائما ما يهرب من مستشفى الأمراض العقلية، ويأتي إلى هذه الحديقة ويدعي للناس أنه جوندي روكرفر.
لم يجب رجل الأعمال من شدة دهشته، فقد أخذ يفكر في كل ما مر عليه خلال هذه السنة، لقد تمكن من إنقاذ شركته من خطر الإفلاس، وعمل بجهد وحماس، وعقد صفقات البيع والشراء، وهو يفاوض بقوة، لأنه يقتنع أن بحوزته نصف مليون دولار أمريكي خلفه، يأمن شركته، حينها فقط أدرك أن النقود لم تكن هي التي غيرت حياته، وإنما الثقة والعمل بحماس وقوة، هو الذي جعله يتخطى أصعب أزماته ويتمكن من تحقيق أعظم نجاحاته.
أتمنى أن تكون هذه القصة نالت إحسانكم، وتخبرونا في تعليق العبرة التي إستفدتها، شكرا على المتابعة شارك القصة مع أصدقائك، وبهذا أكون قد إنتهينا لاتنسونا من صالح دعائكم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك.