Also Like

قصة نجاح : لوزيرة كانت ترعى الغنم


قصة نجاح : لوزيرة كانت ترعى الغنم


 قصة نجاح : لوزيرة كانت ترعى الغنم

 قصة نجاح : لوزيرة كانت ترعى الغنم!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم أحبابنا الكرام في قصة نجاح جديدة على مدونة فكرة سهلة.

أكتب لكم اليوم عن قصة فتاة من «راعية غنم» إلى كرسى الوزارة.. فلا هى تبرأت من أصلها ولا هى حرقت صورها القديمة.. قصة نجاح عندما يكون المعيار في الإختيار هو الكفاءة.. هذا ما يحدث فى أوروبا اليوم وغداً.. نتمنى أن تحدث مثل هذه القصص بلادنا إن شاء الله.. فقد قرأت صفحة من تاريخ نجاة بلقاسم.. ولدت سنة 1977 فى المغرب ثم هاجرت مع والدها.. وهناك أصبحت «وزيرة للتعليم»!.

أحياناً يكون العوز والفقر دافعا أساسيا ومحركا رئيسيا نحو النجاح والتميز عن باقي الأخرين، وهي طفلة في سن الزهور لم تتخيل يوما أن حياتها ستتغير وتحقق كل هذه الإنجازات.

تخيل معي من طفلة صغيرة ترعى الأغنام في المغرب، إلى وزيرة التعليم في دولة من أكبر دول أوروبا، لتكتب بذلك تاريخاً سيظل منقوشا في العقول الراقية، ومحفزا لكل من تواجهه الصعاب ويسب الظروف التي أتت به فقيراً إلى هذه الحياة.

بدأت تفاصيل حياة نجاة بلقاسم المغربية ، وزيرة التعليم الفرنسي،من منطقة نائية داخل أسرة فقيرة، كانت ترعى بها الغنم، من خلال إنتشار صورها على وسائل التواصل الاجتماعي، كيف تغير شكلها من راعية غنم إلى شابة لا يزيد عمرها عن 36 عاماً، واستعرضت الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمر" شريط حياتها، التي بدأتها بصورها وهي طفلة ترعى الأغنام في المغرب قبل أن يرجع أبوها الذي كان يشتغل بفرنسا في البناء، ليقرر بعد ذلك الهجرة مع إبنته حياة بلقاسم وباقي أفراد العائلة.

روت نجاة عن تفاصيل حياتها الصعبة في المغرب عندما كانت ترعى الاغنام، وكيف عاشت سنواتها الأولى في حالة من الفقر، والحاجة. بحيث كان والدها المعيل الوحيد للأسرة الذي يعمل في البناء بفرنسا.

قصة نجاح : لوزيرة كانت ترعى الغنم


تأكد نجاة بلقاسم إلى أن للمدرسة دورا كبير مؤثر في تفاصيل حياتي الشخصية، والتي تعتبر من اكثر سيدات فرنسا تعليما، فقد كان تأثير المدرسة دور كبير لها بالانفتاح على العالم، وبالحياة الإجتماعية كذلك كما سمحت لي بإثراء ذاتها، بالتعلم والإدراك.

وتروي قصتها حول دخولها غمار السياسة بحيث كانت إنتخابات عام 2002 نقطة تحول بالنسبة لها. لم تكن لدى أسرتها اهتمامات سياسية، لكنها فجأة إقتحمت عالم السياسية، حين تمكن المرشح الرئاسي للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة من اكتساب العديد من الأصوات لدخول جولة الإعادة، لتنضم إلى الحزب الإشتراكي الفرنسي على أمل أن تحدث فرقا ما.

رغم كون نجاة بلقاسم خجولة ومتحفظة للغاية، وهذه من الخصال التي تتعارض مع العمل السياسي، إلا أنها قررت خوض هاذ التحدي بهدف بمحاربة الظلم الاجتماعي، ومناهضة عدم المساواة، وكان ذلك هو السبب وراء كونها يسارية حتى النخاع.
وبعد خوضها عدة تجارب سياسية وسرعان ما إرتقت السلم السياسي، حيث أصبحت في الفترة بين 2004 و2008 مسؤولة عن السياسة الثقافية.

وقد شغلت نجاة بلقاسم عضواً في مجلس مدينة ليون سنة 2013، ثم أصبحت المتحدثة الرسمية باسم المرشحة الرئاسية للحزب الاشتراكي "سيغولين رويال" سنة 2007، والتي خسرت الإنتخابات الرئاسية أمام نيكولا ساركوزي، وعندما دخل الرئيس هولاند الإنتخابات الرئاسية في 2012، عين نجاة بلقاسم في منصب المتحدثة الرسمية باسم الحملة الانتخابية، وبعد فوز هولاند بالرئاسة، لم يتردد في تعيينها في منصب وزيرة حقوق المرأة والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة.

وبعدها تم تعيين بلقاسم كوزيرة للشباب والرياضة، ثم إنتقلت إلى ارفع منصب لها في فرنسا وهو وزيرة التعليم، بحيث يعتبر منصب رفيع المستوى تولته قبلها شخصيات بارزة مثل "جول فيري"، الذي قام في سنة 1880 بمقاومة سيطرة الكنسية الرومانية الكاثوليكية على التعليم الفرنسي.

واجهت بلقاسم معارضة شديدة من الكثير لاصولها بحيث لم يرحب الجميع في فرنسا بصعود "نجاة بلقاسم" الصاروخي في عالم السياسة، بل وتلقت الإنتقادات من المسلمين في فرنسا إثر دعمها للخط العلماني الفرنسي على حساب الإسلام، ونفت بلقاسم ذلك بشدة حيث قالت إنها "خففت من القيود المفروضة على الأمهات المسلمات المرتديات للحجاب خلال الأنشطة المدرسية، مثل الرحلات الميدانية".

تلقت نجاة بلقاسم هجمات شرسة من قبل وسائل الإعلام الفرنسية خصوصا ذات التوجه المحافظ، حيث وصفوها بـ"آية الله"، ورأو أن تعيينها في منصبها الجديد يعد بمثابة "إستفزاز" وسط توقعات من جانبهم أنها تسعى لأسلمة المدارس الفرنسية، وكان ردها عن طريق تأمين تمرير القوانين التي تعكس الليبرالية العلمانية للحزب الإشتراكي الحاكم، بما في ذلك حظر المضايقات الجنسية وتعزيز المساواة بين الجنسين.

تعترف نجاة بلقاسم أن مسارها قد يبدو غير اعتيادي بالنسبة لكونها من المهاجرين إلى فرنسا، إلا أنها تشجع باقي الأطفال المهاجرين على الصبر وعدم التخلي عن أحلامهم قائلة" ليس عيبا أن نفشل طالما أننا نستمر في المحاولة، لقد كانت أمي دائما تقول لي لا تقلقي، إن بالحياة خيالا وأحلاما أكبر مما تتصورين".

عزيزتي المرأة لا يوجد ما يُعقيك من أن تنجحي وتُكملي مشوار حياتك، لا تقولي كبرت أو لا أستطيع فليس للنجاح سن معي، وعدم إستطاعتك تأتي من عدم رغبتك، الوقت مازال مُبكراً لتحقيق الأحلام مهما تقدم الزمن.

أتمنى أن نستخلص العبر من هذه القصة، وبهذا نختم، إذا أعجبتك القصة شاركها مع أصدقائك، وانضم إلى عائلتنا الصغيرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-